أساليب التعامل مع الطفل العنيد والعصبي وآلية عقابه

يشكل أسلوب عقاب الطفل العنيد مشكلة كبيرة لدى الكثير من الآباء والامهات، حيث يعتبرالعناد والعصبية نوع من أنواع اضطراب السلوك وينتج عن ذلك مشاعر سلبية للطفل حيث يكون الطفل كاره الأشخاص المحيطين به ويكون الطفل واعيًا تمام الوعي لما يقوم به من سلوك غير ملائم.

وقد ينتقل هذا السلوك من العناد والعصبية بين الأطفال وبذلك من الممكن أن يكون الطفل قدوة للأطفال الأخرى وتسعى لتقليده في كل تصرفاته ويكون هذا بسبب أن الطفل يشعر من ضيق بداخله أو يشعر بالتوتر نتيجة مشكلة أو موقف ما مر عليه ومن أهم مظاهر العصبية لدى الطفل العنيد والعصبي أن يصرخ بشدة والشجار الكثير مع أصحابه وكل أسرته مثل الأب والأم وإخوته وأيضاً أكل أظافره باستمرار ومص الأصابع والإصرار على أن يأخذ ما يريد وبشدة.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي

يوجد الكثير من الطرق والوسائل التي يجب على الأب والأم إتباعها مع الطفل العنيد العصبي لعلاج هذا السلوك المكروه والغير مرغوب فيه ويتم ذلك بالعديد من الطرق:

التفاوض مع الطفل

يحتاج الطفل دوماً للشعور بأنه مسيطر في حياته وكلمته مسموعة وتحترم دون أن يسمع أوامر من المحيطين به، لذلك يجب على الآباء التفاوض مع أبنائهم فيما يريده ومناقشتهم وسماع آرائهم وأفكارهم وفهمهم، بالإضافة إلى ذلك إعطائهم شيء من الحرية في حياتهم الشخصية وللتعبير عن أنفسهم، ويمكن أن يساعد في ذلك أن نسألهم بعض الأسئلة أثناء الكلام مثل:

  • ما الذي يحدث؟
  • بماذا تشعر؟
  • لماذا تشعر بالانزعاج؟
  • ما الذي تحتاجه؟

حيث أن الأسلوب يساعد الطفل في الإحساس بالحرية في التعبير عن كل ما يحتاجه وكل متطلباته، ويشعر أيضاً باستقلالية شخصيته الوحيدة والمنفردة.

إقرأ أيضا:  مرحلة الطفولة المبكرة

احترام سلوك الطفل الجيد

يحتاج الطفل إلى التشجيع والمدح عندما يقوم بأمر معين والثناء عند القيام بتصرف جيد، مما يؤدي ذلك إلى شعور الطفل بالأمان والطمأنينة والاتزان ويؤدي إلى شعوره بالراحة والفرحة والسعادة، لذلك يجب على الأب والأم مكافأة الطفل في كل موقف جيد يقوم به سواء كان ذلك في داخل المنزل أو في الأماكن العامة ولكن في مقابل ذلك إذا قام الطفل بتصرف سيئ يجب عليهم معاقبته ولكن بالوسائل المناسبة وعدم الإساءة إليه.

الاحترام بدلاً من عقاب الطفل العنيد

  • عندما يقوم الطفل بأخذ قرار ما أو تقديم آرائه، يجب على الأب والأم احترامها وتقدير كل اختياراته وتقبلها والثناء عليها ومدحها حيث أن الطفل يرفض دائمًا الأوامر والسلطة المفروضة عليه، حيث يدفعه ذلك إلى في أغلب الأوقات إلى العناد والعصبية وعدم الاستجابة.
  • يجب على الآباء الاستماع لأبنائهم ومناقشتهم وفهمهم واحترام قراراتهم وإقناعهم بما يريدون والتعاون معهم وتقديم الود والحب والرحمة والإحساس بهم وعدم تجاهل مشاعرهم والوثوق تمام الثقة بهم فالأطفال دائماً ما يحبون أن يشعروا بأنفسهم وأن لهم شخصياتهم المستقلة.

إعادة توجيه الطفل نوع من أنواع عقاب الطفل العنيد

  • عندما يرى الآباء مثلاً الطفل يقوم بأمر معين غير محبب أو غير مرغوب فيه، فيجب عليهم إلهائه عن ذلك مثل مناداته أو إعطائه لعبة معينة يلعب بها أو دعوته فلمه المفضل في التلفاز.
  • لذلك يجب على الأب والأم معرفة كل ما يحبه الطفل وتوفيره في منزلهم لاستخدامه في إلهائه بهذه الطريقة مثل معرفة وجبته المفضلة ونوع الطعام الذي يحبه ولعبته المفضلة والبرامج والأفلام التليفزيونية التي يميل لها حيث يساعد ذلك في تشتيت انتباهه والبعد عن الأمور الغير مرغوب فيها.
إقرأ أيضا:  مراحل الطفولة وتنمية مهارات الطفل

وضع برنامج مهام للطفل

قد يرجع عناد الطفل وعصبيته ورفضه لتنفيذ طلبات آبائه إلى عدم مقدرته على إتمام المهام المطلوبة منه وواجباته المفروضة عليه، مما يشكل عبئ كبير عليه وفي هذه الحالة يجب تقسيم مهامه إلى مهام أصغر وأجزاء أصغر حتى يستطيع أن يقوم بها على أكثر من مرحلة وأخذ بعض من فترات الراحة من وقت لآخر مما يساعد ذلك الطفلة من إتمام مهامه بشكل أفضل والحد من العناد والعصبية.

مشاركة الطفل في العمل

عندما يقوم الآباء بمشاركة طفلهم في عمله بدلاً من إعطائه أوامر فقد يحد ذلك من عناد الطفل ويعتبر وسيلة ناجحة في ذلك، حيث لا يحب بعض الأطفال تلقي الأوامر من الآخرين خصوصاً إذا كانت بطريقة لا تعجبهم مثل رفع الصوت والعصبية فيميلوا للعناد أكثر والعصبية، لذلك يجب على الآباء تغيير طريقتهم ومنهجهم في التعامل مع هذا الطفل ومشاركته لما يقوم به من عمل مما يساعد ذلك الطفل في الشعور بالراحة وتأدية العمل بسعادة ورضا.

وضع روتين يومي للطفل

وضع روتين ونظام يومي في حياة الطفل يحسن من شعوره بالراحة يومياً، ويحسن من سلوكه وأدائه الدراسي حيث يمكنه من توقع ومعرفة ما يحدث له في حياته اليومية دون اضطراب، ومثال على ذلك فإن الطفل يحتاج إلى عدد ساعات نوم 10 او 12 يومياً وعندنا ينام الطفل أقل من ذلك يؤثر على مزاجيته ويؤدي إلى انزعاجه ويؤثر بالسلب على سلوكه، فيضطر أن يلجأ إلى العناد والعصبية والقيام بأعمال غير مرغوب فيها لذلك يجب وضع روتين يومي في حياة هذا نوع من الأطفال بل وللأطفال عموماً.

إقرأ أيضا:  أبرز وسائل منع الحمل

الحزم مع الطفل في بعض الأحيان

بعض من الوقت يجب على الآباء إتباع أسلوب الحزم مع أطفالهم وأسلوب التحذير من الأشياء فمثلاً عندما يقوم الطفل ببعض التصرفات الخاطئة والغير مقبولة يجب على الآباء إنذار لهم أولاً ومن ثم ذلك المعاقبة بإحدى الطرق، ولكن مع مراعاة أن ذلك لن يعود بالآثار السلبية على الطفل حيث أن الهدف من ذلك هو تصحيح الموقف وليس أن يزيده سوءاً.

عدم التعامل مع عناد الطفل على أنه مشكلة

لا يجب على الآباء التعامل مع عناد الطفل على أنه مشكلة، حيث يكون في كثير من الأحيان هذا العناد مفيد لهم في حياتهم الشخصية والعملية حيث يساعد ذلك في الإصرار على حل مشكلة ما أو مثلا حل مسألة رياضية ويجعلهم ملتزمين ببعض المبادئ التي تجعلهم ذوي شخصيات سوية في المستقبل.

نصائح هامة في التعامل مع الطفل العنيد

  • تحسين العلاقة بين الطفل ووالديه حيث كلما كانت العلاقة بين الطفل ووالديه مهمة، كلما كان الطفل متقبلاً لهم وسريع الاستجابة لهم ولمطالبهم
  • ترك مساحة للطفل للتعبير عن آرائه وأفكاره، وأيضاً ترك مساحة للرفض والتذمر فعندما يقوم الطفل بتنفيذ أمر لا برغب فيه فيساعد ذلك على إخراج مشاعره الداخلية النفيسة.
  • عادة ما يكون لكل طفل قدوة يقتدي بها وعادة ما تكون هذه القدوة هي الأبوين فيقوم بتقليد الكلام والتصرف في المواقف إيجاباً أو سلباً واحترام من هم أكبر منه وفي أشياء كثيرة غير ذلك، فلذلك يجب الاعتناء بكل تصرفاتهم أمام الطفل.