الرعاف عند الأطفال

الرعاف عند الأطفال هو عرض ليس بالخطير في أغلب الأحيان حيث أن الغشاء المخاطي للأنف من الأغشية الغنية بالأوعية الدموية فتكون شديدة الحساسية للرضعات الخارجية للأنف لدى الأطفال فيحدث النزف الدموي المسمى بالرعاف

وينقسم إلى نوعين

  1. نزف الأنف الأمامي anterior يحدث نزف الدم من الجزء الأمامي للأنف من المنطقة الموجودة في مقدمة حاجز الأنف والذي يضم مجموعة من الأوعية الدموية المتركزة جميعها في منطقة واحدة تسمى (باحة كيسلباخ) وفي الغالب يتوقف ذاتياً من تلقاء نفسه، وهو الأكثر شيوعاً.
  2. نزف الدم الخلفي (posterior) يحدث نزف الدم الخلفي عادةً في منطقة يصعب الوصول إليها من الأنف وعلاجه ليس بالأمر السهل وهو نادراً ما يحدث فلا تتعدى نسبته 10% بين حالات رعاف الأنف.
  • يعد الرعاف عند الأطفال من الاضطرابات الشائعة خاصةً بين سن الثالثة وحتى سن العاشرة من عمر الطفل والجدير بالذكر أن رعاف الأنف لا يدل في الغالب على مشاكل صحية خطيرة حيث يمكث لفترة زمنية صغيرة لا تتعدى ال 10 دقائق ويتوقف دون الحاجة إلى العلاج أو بالطرق المنزلية البسيطة.
  • الرعاف عند الأطفال لا يعد أحد أسباب إصابة الطفل بفقر الدم إلا في حال تكرار النزيف لعدة أسابيع أو شهور متتالية.

 الرعاف عند الأطفال وأسبابه

تندرج معظم حالات الرعاف عند الأطفال تحت نوع (نزيف الأنف الأمامي) وهو الذي يحدث في الجزء الأمامي من الأنف لاحتوائه على الأوعية الدموية الدقيقة التي قد تتعرض للتهيج والالتهاب بسهولة فتتمزق ويحدث النزيف، وهذا النوع الأكثر انتشاراً بين الأطفال بسبب رقاقة بطانة الأنف في مرحلة الطفولة مقارنةً بسماكتها لدى البالغين وفيما يلي بعض أسباب الرعاف عند الأطفال

  1. رعاف الأنف التلقائي حيث معظم حالات نزيف الأنف تحدث تلقائية بدون معرفة السبب الأساسي لحدوثها.
  2. محاولة شفط السائل المخاطي من الأنف في بعض الأحيان قد يضطر طبيب الأطفال أن يوصي باستخدام جهاز شفط المخاط من الأنف لسهولة التنفس ولكن قد يؤدي استخدامه إلى النزيف في بعض الأحيان خاصةً إذا تم إدخال الجزء المسئول عن الشفط إلى نقطة عميقة داخل الأنف.
  3. إصابة الأنف نتيجة لرقاقة الأوعية الدموية في الأنف لدى الأطفال؛ فان التعرض لخبطات بسيطة في الأنف مثل (السقوط عليها، والارتطام بأحد قطع الأثاث في المنزل، أو فرك الأنف بعنف، أو العبث بالأنف باستخدام أصبع الطفل أو أحد الأجسام الغريبة، أو دفع السائل المخاطي بقوة اللي خارج الأنف عن طريق الزفير قد يكون سبباً في حدوث النزيف).
  4. الالتهابات في الجيوب الأنفية حيث ينتج عن الصابة بأحد أنواع عدوى الجيوب الأنفية إلى الشعور بالرغبة في الحكة بالأنف مما يدفع الطفل إلى حك الأنف بقوة أو محاولة الطفل لدفع الزفير إلى خارج الأنف بقوة وهذا بدوره يؤدي إلى حدوث النزيف.
  5. التقلبات المناخية وتباين درجات الحرارة فالهواء الجاف أو التعرض لهواء التدفئة الساخن في الشتاء قد يؤدي إلى جفاف بطانة الأنف الداخلية وحدوث النزيف.
  6. الدواء فقد يؤدي استخدام بعض الأدوية العلاجية إلى حدوث رعاف الأنف مثل
  • أدوية الحساسية قد ينتج عن تناولها جفاف بطانة الأنف.
  • دواء الأسبرين (Aspirin) ودواء الآيوبروفين (Ibuprofen) فقد يؤثر استخدام هذه الأدوية على نسبة التخثر في الدم فتزيد من فرصة حدوث النزيف حيث ينصح بعدم استخدام الأسبرين للأطفال لما قد يكون له من مضاعفات أخرى تضر بصحة الطفل.
  1. أمراض الدم فقد يكون نزيف الأنف الغزير الذي يصعب إيقافه إشارة إلى الإصابة بأحد اضطرابات الدم التي تؤثر على تجلط الدم حيث أنها ترتبط بالصفائح الدموية، أو الأمراض المرتبطة بعوامل التخثر مثل (الناعور، ومرض نزف الدم الوراثي)، كما يشير النزيف المفرط للثة أو الجروح على الإصابة بهذه الأمراض ويجدر الإشارة هنا إلى أن أمراض الدم سبب نادر لنزيف الأنف المتكرر.
  2. التشوهات الخلقية في نسيج الأنف فقد يعاني بعض الأطفال من طفرة في نمو أنسجة الأنف مثل (السلائل الأنفية) التي غالباً ما تكون حميدة إلا انها سبب في حدوث النزيف فيجب علاج هذه التشوهات كما قد يزيد خطر النزيف في حال وجود تشوهات هيكلية في أنف الطفل.
  3. بعض الأمراض المزمنة تحتاج إلى استخدام الأكسجين للعلاج لفترات طويلة الأجل مما يسبب جفاف بطانة الأنف وحدوث النزيف.
  4. الصداع النصفي يعتقد بعض الأطباء أن حدوث الرعاف عند الأطفال بمثابة إنذار للإصابة به فيلاحظ أن نزيف الأنف غالباً ما يسبق الصداع النصفي كما أشارت دراسة أوروبية لأمراض الأعصاب لدى الأطفال أن حوالي 1.1% من الأطفال يعانون من نزيف الأنف خلال نوبة الصداع النصفي.
  5. بعض أنواع الأورام فنادراً ما يشير نزيف الأنف إلى بعض الأورام في ممرات الأنف.
  6. بعض إصابات الرأس العنيفة قد تكون سبب نادر في حدوث الرعاف عند الأطفال.
  7. النزف بعد أجراء العمليات الجراحية في البلعوم أو اللوزتين أو داخل الأنف.
  8. بعض الأمراض الوراثية مثل (داء فون ولبراند، الهيموفيليا) النادرة التي تكون سبب في رقاقة الأوعية الدموية وكذلك سرطان الدم.
  9. الموضعية للأنف كالأفراط في استخدام بخاخات الكورتيزون ومضادات احتقان الأنف الموضعية.
إقرأ أيضا:  أساليب التعامل مع الطفل العنيد والعصبي وآلية عقابه

علاج الرعاف عند الأطفال

فما هي الإجراءات الأولية لوقف نزيف الأنف في المنزل

  1. جلوس المريض ووضع رأسه بوضعية الأنحاء البسيط للأمام مع فتح الفم قليلا.
  2. يلزم تجنب وضع المريض في وضع الاستلقاء إلا في حالة شعور المريض بدوار الرأس نتيجة فقدانه الكثير من الدم.
  3. نضغط على الأنف باستخدام الإبهام والسبابة أسفل المنطقة العظمية مباشرةً وعلى الجزء الغضروفي بقوة لمدة عشرين دقيقة تقريباً بدون إنقاص الضغط والمريض يتنفس من فمه خلال ذلك.
  4. تناول المريض بعض الماء البارد أو العصائر الباردة يساعد في وقف النزيف وعد شعوره بطعم الدم في فمه.
  5. نطلب من الطفل بصق الدم المتسرب في فمه دون ابتلاعه فقد يسبب شعوره بالغثيان والقيئ مما يكرر حدوث النزيف نتيجة للضغط الحادث أثناء التقيؤ.
  6. تجنب حركة الطفل بعد توقف النزيف لمدة لا تقل عن ساعتين لتجنب حدوثه مرة أخرى.
  7. الانتباه لعدم استخدام الماء الساخن أثناء الاستحمام بعد توقف الرعاف لان بخار الماء الناتج عن سخونة المياه يساعد استنشاقه على سيلان الدم من جديد.
  8. منع الطفل من تنظيف أنفه أو الانتثار لمدة لا تقل عن ساعتين بعد توقف النزيف.
إقرأ أيضا:  السن الطبيعي للكلام عند الأطفال

علاج الرعاف عند الأطفال بالتدخل الطبي في المشفى أو عيادات الأطباء

  1. يستخدم الطبيب جل موضعي للمريض مرطب ومعقم يساعد على إيقاف النزيف.
  2. عند عدم توقف النزيف قد يضطر الطبيب إلى كي الغشاء المخاطي للأنف بمادة كيميائية، أو عمل دك للأنف باستخدام شاش طبي أو بالون طبي يترك لفترة زمنية يحددها الطبيب ثم يزيله.

الرعاف عن الأطفال متى يسبب قلق من حوله ويلزم التوجه للطبيب؟

  1. إذا كان عمر الطفل دون عاميين.
  2. عند نزف الطفل كمية كبيرة من الدم.
  3. عند وجود نزيف من أماكن أخرى في الوقت ذاته كالنزف من اللثة أو ظهور كدمات في أماكن غير معتادة أو وجود ارتفاع في درجة الحرارة.
  4. إذا كان الطفل يتناول دواء مميع للدم للسبب طبي آخر.